دراسات
إسلامية
المستشرقون
والتاريخ
(الحلقة
1/2)
بقلم:
الدكتور عبد
العظيم محمود
الديب
أهمية
التاريخ:
للتاريخ
أهمية عظمى في
بناء الأمم،
والمحافظة
على هويتها
وشخصيتها، بل
على قوتها،
وقدرتها على
الشموخ، والاستطالة،
والاستمرار،
فهو جذور
الأمة التي تضرب
بها في
الأعماق، فلا
تعصف بها
الأنواء، ولا
تزلزلها
الأعاصير،
ولا يفتنها
الأعداء.. وهو
ذاكرة الأمة،
والذاكرة
للأمة
كالذاكرة للفرد
تماماً، بها
تعي الأمة
ماضيَها،
وتفسر حاضرَها،
وتستشرف
مستقبلَها.
فالإنسان
الذي يفقد
ذاكرته، يرتد – على
ضخامة جسمه – طفلاً
غرًّا لا يعي
شيئًا مما
حوله، عاجزًا
عن أن يتبصر
في أمسه، أو
يشعر بيومه،
أو يتطلع إلى
غده، وكذلك
الأمة حين
يضيع
منهاتاريخها،
ويشوش في عقول
أبنائها،
ويشوه في
عيونهم،
عندئذ يضيع منها
الطريق،
وتسلم مقودها
لمن يوجهها،
ويعود يملأ
ذاكرتها بما
يوجه خطواتها
حيث يريد.
فالتاريخ
ليس علم
الماضي، بل هو
علم الحاضر والمستقبل
في واقع الأمر
وحقيقته؛
فالأمة التي
تستطيع
البقاء، هي
الأمة التي
لها ضمير تاريخي،
ومعرفة
بالتاريخ،
وعشق له.
والتاريخ
أيضًا (عرض
الأمة) كما
سماه كاتب العربية
الأكبر عباس
محمود
العقاد، ورحم
الله أمير
الشعراء حين
قال:
مثل
القوم أضاعوا
تاريخهم
كلقيطٍ
عيَّ في الحي
انتسابـا
ولذا
لم نعجب حين
حدثت أزمة
عالمية بين
الصين واليابان،
أدت إلى حشد
الجيوش
الصينية على
الحدود وقطع
العلاقات
الدبلوماسية،
والتهديد
بقطع العلاقات
الاقتصادية،
وبشن الحرب،
كل ذلك بسبب
عدة أسطر في
كتاب من كتب
التاريخ
المدرسية،
أرادت
اليابان أن
تغيرها(1).
وأصل
قضية تاريخ
اليابان هذه،
ترجع إلى عام 1945م،
يوم انتهت
الحرب العالمية
الثانية،
ودخل الجنرال
الأمريكي (مكارثي)
قائد القوات
المنتصرة
طوكيو المستسلمة،
ويومها لم
يشغل (مكارثي)
زهو الانتصار
عن المستقبل،
فأرسل يستدعي
من أمريكا
بعثة تربوية
تضع مناهج
تربية جديدة
لمدارس
اليابان، وكان
مما غيرته
مناهج
التاريخ،
لتضمن صياغة أجيال
جديدة من
اليابانيين
غير قادرين
على إشعال الحرب
مرةً ثانيةً..
هذه المناهج
المفروضة على
اليابان، هي
التي حاول
اليابانيون
تغييرَها،
فكانت الأزمة
المشار إليها.
ونختم
هذه اللمحة عن
قيمة التاريخ
بكلمة المفكر
المسلم مالك
بن نبي: (إن
نظرتنا إلى
التاريخ لا
تؤدي إلى
نتائج نظرية
فحسب، بل إلى
نتائج
تطبيقية تتصل
بسلوكنا في
الحياة، فهي
تحدد مواقفنا
أمام
الأحداث،
وبالتالي
أمام
المشكلات
التي تنجم
عنها)(2).
أهمية
التاريخ
الإسلامي
وإذا
كنا قد ألمحنا
إلى أهيمة
التاريخ بصفة
عامة، فأهمية
التاريخ
الإسلامي – لاشك – تفوق كل أهمية،
ذلك أن
التاريخ
الإسلامي في
واقع الأمر،
هو الإسلام
مطبقًا
منفذًا،
واقعًا،
فتشويه
التاريخ
الإسلامي
يؤدي
بالضرورة إلى
تشويه
الإسلام، ودع
عنك ما يقوله
بعض الذين
سقطوا أسرى
تشويه
التاريخ
الإسلامي: (من
أن هناك فرقًا
بين الإسلام
والمسلمين،
وأن الإسلام
يحكم على
المسلمين،
ولا يحكم
المسلمون على
الإسلام) فهذا
القول – على وجاهته – غاية ما
يصل إليه
أصحابه، أن
الإسلام
منهاج رباني
سماوي ولكنه
(مثالي) ينوء
البشر
بتطبيقه،
وتقعد بهم
نوازعهم،
وشهواتهم عن
القيام به والسمو
إلى ما يدعو
له، ويرمي
إليه.
هذا
غاية ما يمكن
أن يصلوا
إليه، وهو كما
ترى خطر ماحق،
ولذلك رأينا –
فعلاً
وواقعًا – من
يحاج الدعاة
إلى تطبيق
الإسلام
وتحكيمه بهذا
التاريخ
المشوه وهم في
نفس الوقت
يعظمون الإسلام،
ويمجدونه، بل
يعتقدون أنهم –
بوقوفهم في
وجه الدعاة،
ومقاومتهم
تحكيم الإسلام،
وتطبيق
شرائعه،
يدفعون عن
الإسلام، ويحمونه
من التشويه
والتضليل،
كتب أحدهم – وهو ليس
من أصحاب
الأقلام
المعروفة
بمناوأتها للإسلام،
بل معروف
بعداوته
للأقلام
المنحلة،
والمنحرفة،
والملحدة،
كتب مقالا
طويلا جاء
فيه: (على مدى
ألف
وأربعمائة
عام، والملوك
والخلفاء
يدّعون أنهم
يحكمون
بالإسلام،
فإذا هم
يجعلون
الشريعة
وسيلتَهم إلى
كل ما تعرف
أنهم صنعوه
بعباد الله
الأبرياء
المسلمين،
وغير
المسلمين.
أذكر
هارون الرشيد
وسرفه، أذكر
المأمون، وفقهاء
الإسلام، وما
صنع بهم من
أجل قضية
كلامية، أيّ
إسلام
تريدون؟
إسلام بني
أمية الذين فعلوا
... إسلام
العباسيين
الذين فعلوا...
إسلام
المماليك
الذين فعلوا...
إسلام
العثمانيين
الذين فعلوا...
إسلام ... أم إسلام...
إن عمر بن
الخطاب كان
فلتة... ألا ترى
أن دين الله
الأقوم ينبغي
أن يظل صلة
بيننا وبين الله
بغير قسر ولا
إجبار وإذا
كان الله يقول
لنبيه صلى
الله عليه
وسلم، في آيات
شريفة كثيرة،
عليك البلاغ،
وعلينا الحساب،
فمن سمح لكم
أن تبلغوا،
وما أنتم
بمبلغين، أو
أن تحاسبوا
وما أنتم
بآلهة)(3).
ولتتأكد
أن تشويه
التاريخ
الإسلامي، هو
تشويه
للإسلام
نفسه، نسوق لك
ما قاله
الكاتب المصري
– سلامة
موسى –
الذي يجعلونه
أحد (الشوامخ)
وأبطال عصر
التنوير، قال
بعد أن تحدث
عن الاستبداد،
وطبيع
البداوة
العربية،
التي ترضاه وتقبله،
وتعيش به،
قال: (ومن جهة
أخرى، نرى
أممًا مسلمة
كثيرة، بعدت
عن الروح
العربية،
ولكن بقي لها
استبداد
الخلافة.
وقد
يقال: إن
القرآن لم ينص
على الخلافة،
وهذا صحيح،
ولكن الإنجيل
أيضًا لم ينص
على
البابوية،
فكما أنه لايمكن
تخلي
المسيحية من
تبعات
البابوية،
فكذلك لايمكن
أن يخلى
الإسلام من
تبعات
الخلافة،
والحقيقة أن
البابوية
والخلافة
ترجعان إلى
التقاليد
المأثورة لا
إلى الانجيل
ولا إلى القرآن.
وقد
انتفع
الإسلام من
عدم وجود
الكهنة في
نظامه ولكن
بقاء المسحة
الدينية على
الخلافة، كاد
يزيل هذه
الميزة التي
للإسلام على المسيحية(4)، هكذا تبعات
الخلافة
وفسادها سببه
الإسلام، وهو
المسؤول
عنها،
والخلافة هي
البديل الإسلامي،
للكهنوت
والفساد
البابوي)
أرأيت؟؟!!.
اتجاه
المستشرقين
للتاريخ
لأهمية
التاريخ هذه،
ولأثره في
الأمة، اتجه
المستشرقون
في أبحاثهم
إلى التاريخ،
حتى جاءت معظم
أعمالهم،
سواء الأبحاث
أم التحقيق
والنشر، أم الترجمة،
معظمها في
مجال التاريخ(5)، ونعني
التاريخ
بمعناه
العام،
التاريخ السياسي
والتاريخ
الحضاري،
والاجتماعي،
وتاريخ الفرق
والمذاهب،
والفكر والفن
والعلم،
وتاريخ
الرجال والطبقات،
ومعاجم
البلدان.
وفي
اهتمام
المستشرقين
بالتاريخ،
وتوظيفهم له،
واعتمادهم
عليه لتحقيق
مآربهم،
اختذوا مناهج
وطرقًا تؤدي
بهم إلى
مايريدون.
ويمكن
أن نتبين
ملامح هذه
المناهج إذا
ميزنا فيها
بين جانبين:
أ – المنهج من
حيث الشكل
الخارجي
(ونعني بذلك
اختيار الموضوعات،
وترتيب
الاهتمام
بها، وطريقة
تناولها بصفة
عامة).
ب – المنهج
من حيث
استكمال
شروطه،
والالتزام بقواعده.
وسنحاول
أن نلقي نظرات
سريعة على
الجانبين نتبين
بعضَ الملامح
في كل منهما،
على قدر ما تسمح
به هذه
العجالة.
أولاً:
المنهج من حيث
الشكل:
(أ)
الاهتمام
بتاريخ الفرق
والصراع
بينها، وعوامل
نشأتها،
ومحاولة
إثارة
أخبارها،
ووضعها في
بؤرة الشعور،
لدى الأمة
الإسلامية،
وتلك مكيدة،
كادها أسلاف
لهم من قبل،
حين جلس ذياك
اليهودي يحكي
أخبار (يوم
بعاث) حتى أو
قد نار
العداوة بين
الأوس،
والخزرج من
جديد، وكادت
تكون فتنة،
لولا أن
تداركهاالنبي
صلى الله عليه
وسلم.
(ب)
العناية
بتاريخ
الزندقة
والزنادقة،
وإبرازهم في
صورة أصحاب
الفكر الحر،
وقادة الفكر،
ولهم في هذا
الباب دأب
عجيب غريب
وتستطيع أن
تمد يدك إلى
أي كتاب مما
يتناول أعمال
المستشرقين
لترى ذلك
واضحًا
جليًّا، فهذا
(هنري كوربان)
يعيش حياته مع
رفيق عمره – على حد
تعبير
الدكتور عبد
الرحمن بدوي(6) (السهروردي
المقتول)
فيدرس كتبه
ويترجم رسائله،
ويحقق وينشر
مؤلفاته
وكأنه وجد في
هذا (السهروردي)
الزنديق،
الذي عاش زمن
الحروب الصليبية،
ولم يتورع عن
أضاليله
وأباطيله،
التي كان
ينفثها في
المجتمع
الصامد
المثابر
المصابر،
أمام الهجمة
الصليبية
الشرسة، مما
استحق عليه
القتل جزاء
زندقته، كأن
هذا المستشرق
(كوربان) وقع
على كنز، فراح
يعكف على تراث
هذا الزنديق،
وكان من أثر
ذلك أن تسربت
هذه الأفكار
على أسنة أقلام
المثقفين
المعاصرين،
فإذا بأحدهم – وهو يكتب
عن بعض
القضايا
الأدبية
يطالعنا بعنوان
بارز لإحدى
مقالاته:
(إعدام
حكيم
الإشراق.. كان
أبشع ما
اقترفته يدا
صلاح الدين
الأيوبي)..
وهكذا استطاع
(كوربان) أن
ينتقم من صلاح
الدين
الأيوبي أبشع
انتقام، وأن
يحدث في ثقافة
هذا الكاتب
المسلم، هذا
الصدع الخطير
وأن يضع
المثقفين
أمام هذه
المفارقة
العجيبة المؤلمة:
بين قهر حرية
الفكر
والرأي، وقهر
الصليبيين..
فصلاح الدين قاهر
الصليبيين،
هو في الوقت
نفسه قاتل (السهروردي)
قهرًا للرأي،
ووأدًا لحرية
الفكر،
وعليكم أن
تختاروا معشر
المثقفين،
بين قهر
الفكر، وقهر
الصليبيين!!.
وكنت
قد كتبت
تعليقًا
بمجلة الأمة
القطرية عدد 50
ص 96، بعنوان
(أصول
الأفكار،
وجذورها)
حاولت فيه أن
أبحث عن أصل
هذه الفكرة – اتهام
صلاح الدين،
بوأد الفكر،
وقتل السهروردي
– وردها
إلى منبتها
وجذورها،
ويومهاوقفت
بها عند سلامة
موسى(7)،
حيث رأيتها في
كتابه (حرية
الفكر
وأبطالها في
التاريخ: 133) إذ
قال: (ويجب ألا
ننسى أن
السهروردي
قتل بأمر صلاح
الدين
الأيوبي.. فقد
كان رجلاً
كردياً غير
مثقف،
فاستطاع
الفقهاء أن
يؤثروا فيه،
ويزينوا له
قتل
السهروردي)..
ويومها
لم أكن قد
اطلعت على ما
كتبه
المستشرق
(كوربان) عن
السهروردي؛
لأعلم أن
(سلامة موسى)
متكئ عليه في
هذا الكلام، وأن
أصل الفكرة،
وجذورهاترجع
إلى أبعد من
سلامة موسى،
ترجع إلى
(كوربان).
وهكذا
إذا استحال
عليهم أن
يجدوا مغمزًا
في صلاح الدين
الأيوبي عن
طريق التاريخ
السياسي،
واستعصى عليهم
إنكار
بطولاته،
وفروسيته
ونبله، ومروءته،
وكرمه،
وشرفه، نقبوا
في تاريخ
الفكر لذلك
العصر ليجدوا
حادثة
(السهروردي)
الملحد، فيضخموها،
ويكبروها
ويجعلوا من
الملحد بطلاً،
ومثالاً
لحرية الرأي،
والفكر، التي
لم يصبر عليها
صلاح الدين
الأيوبي،
(الكردي الجاهل)
فأمر بقتل ذلك
(الحكيم)!!!.
ومما
يدخل في هذا
الباب – أعني توظيف
تاريخ الفكر
واستخدامه – ما قام به
(ماسينيون) من
دراسات
وأبحاث حول
(الحلاج)،
يقول أستاذنا
الدكتور
محمود قاسم: (..
إن الاستعمار
الفرنسي
للجزائر
استطاع
بجبروته
وعسفه أن يفرض
لغته على كثير
من المثقفين
في الجزائر
وشمال
إفريقية، غير
أنه لم يستطع أن
ينال كثيرًا
من العقيدة
الإسلامية،
رغم ما بذل
المختصون في
شؤون الثقافة
من محاولات لفصم
العقلية
الجزائرية عن
طريق تمجيد
التصوف
الكاذب،
وإشاعة
الخرافات
والأباطيل،
على نحو ما
نراه في
مؤلفات (لويس
ماسينون) الذي
خصص حياته
للكتابة في
الحلاج(8) فجعله صورة
من المسيح في
الإسلام،
وأعتقد أن ماسينيون،
ما كان يعنى
بالحلاج
بتنفيذ مخطّط
استعماري
أحكم صنعه،
فقد ملأ كتابه
الضخم عن
الحلاج بحشد
هائل من
الخرافات
والترهات والأباطيل،
حتى يعمق
الهوة بين
طائفتين
توجدان
بالجزائر،
طائفة تتمسك
بالقديم
فتناسق حسب
ظنه، إلى
اعتقاد أن هذه
الخرافات
والهذيانات،
هي صميم
الإسلام،
وطائفة مثقفة
بالثقافة
الحديثة تتجه
من جانبها إلى
السخرية،
والزراية
بهذا الإسلام الخرافي،
بل من الإسلام
كله)(9).
ومن
المعروف أن
(لويس
ماسينيون) هذا
(كان مستشار
وزارة المستعمرات
الفرنسية
لشؤون الشمال
الإفريقي، والراعي
الروحي
للجمعيات
التبشيرية
الفرنسية في
مصر، وحين
قامت الحرب
العالمية
الأولى – وكان قد
تزوج منذ شهور
– التحق
بالجيش
الفرنسي،
وخاض معركة
الدردنيل ضد
الخلافة
العثمانية،
برتبة ضابط في
جيش المشرق،
ثم رأيناه مع
الجيش الذي
دخل القدس في
سنة 1917م بقيادة
اللورد (اللنبي)(10).
ولعل
من هذا الباب – عبثهم
بتاريخ الفكر
والعلم – ما قام به
المستشرق
(كراوس)، ذلك
الصهيوني التشيكي
الأصل، الذي
عمل أستاذًا
للغات السامية
في جامعة
القاهرة من
سنة 1936-1944م حيث
عثر عليه وقد
شنق نفسه في
مسكنه
بالزمالك.
عُني
هذا المستشرق
بتاريخ
العلوم عند
المسلمين،
(وأكب على
دراسة
الكيمياء عند
العرب، وركز
بحثه على
رسائل جابر بن
حيان في
الكيمياء، وانتهى
في بحث نشره 1930م
بعنوان (تحطم
أسطورة جابر
بن حيان) إلى
القول: بأن
الرسائل
العديدة المنسوبة
إلى جابر بن
حيان، هي في
الواقع من
تأليف جماعة
من الإسماعيلية)(11).
هكذا،
إنكار لوجود
جابر بن حيان
عبقري الكيمياء
المسلم،
وتمجيد
(للإسماعيلية)
تلك الفرقة
الباطنية
المنشقة
المنحرفة، عن
عقائد الإسلام
وتعاليمه.
فإذا
علمنا أن هذا
المستشرق كان
عضوًا في عصابة
(اشترن) الصهيونية،
التي عملت مع
زميلتيها
(عصابة الهاجاناه)
و (عصابة
أرجوان زفاي)
على إنشاء
إسرائيل في
سنة 1948م وذلك
بالقتل
والإرهاب
وسفك الدماء،
ويرجع
الدكتور عبد
الرحمن بدوي،
وقد كان صديقًا
لهذا
المستشرق،
ومساعدًا له
في بعض أبحاثه،
أن السبب في
انتحاره هو
(أن القرعة وقعت
عليه،
لتكليفه من
العصابة بقتل
(اللورد موين)،
الوزير
البريطاني
المقيم في
الشرق الأوسط،
الذي خيل إلى
عصابة (اشترن)
أنه عقبة في سبيل
النشاط
الصهيوني،
لإيجاد دولة
إسرائيل،
بدعوى أنه
يمالىء العرب(12)، أو في
القليل يحارب
الإرهاب
الصهيوني ضد
الإنجليز في
فلسطين
آنذاك، التي
كانت ماتزال
تحت الانتذاب
البريطاني،
وتبعًا لذلك
كان على
(كراوس) أن
يختار بين
الاشتراك في
عملية
الاغتيال، أو
أن ينتحر، وهو
على الحالين
مقتول، فيبدو
أنه آثر الاختيار
الثاني، أعني
أن يقتل نفسه
بنفسه، بدلاً
من أن يشترك
في قتل
(اللورد موين)
مما سينجم عنه
إعدامه
أيضًا، كما
حدث لمن
نفّذوا عملية
الاغتيال)(13).
فهذا
التاريخ
(الناصع) لهذا
المستشرق،
يدلك على قيمة
أمانته
العلمية، حين
ينكر شخصية
(جابر بن حيان)
ويدعي أنه
أسطورة على
حين ينسب علمه
إلى فرقة
منحرفة، ضالة
مضلة، وهي
فرقة (الإسماعيلية)!
والذي يجمع
الأعمال
الاستشراقية
حول
الإسماعيلية،
من أبحاث
ودراسات،
وتحقيق
لرسائلها،
وترجمات لها،
وتاريخ
لرجالها،
يهوله لا شك
حجم هذه الأعمال،
ويدرك بأدنى
تأمل ما يريده
المستشرقون
من وراء هذه
الأعمال،
وهذه الفرقة.
(ج)
القفز وراء
العصر
الإسلامي،
والاهتمام بالتاريخ
القديم،
لأقاليم دار
الإسلام
إحياء
للفرعونية،
والبابلية،
والآشورية،
والفينيقية،
ونحوها،
إثارة
للنعرات
الإقليمية،
وتمزيقًا
لجسد الأمة
الإسلامية..
ونظرة إلى
أعمال أحد
المؤتمرات
الدورية التي
يعقدها
المستشرقون – وهو
المؤتمر
الخامس عشر،
الذي انعقد في
(كوبنهاجن) سنة
1908م – تريك – صدق ما
أقول، فقد كان
جدول أعمال
هذا المؤتمر
على النحو
التالي:
(1)
التاريخ
البابلي.
(2)
آثار مصر
التاريخية.
(3)
تاريخ مصر
القديم
واكتشاف
البردي.
(4)
المدافن
الملكية من
السلالة
الرابعة عشرة.
(5)
المدافن
الملكية من
السلالة
الخامسة.
(6)
اكتشاف
الكرنك.
(7)
أميرات مصر
وملكاتها
القديمات.
(8) ما
بين الكتب
المقدسة
والآثار
المصرية.
(9)
مشروعات
اليهود
الدينية.
(10)
حفريات أريحا
والآثار
الكنعانية.
(11)
النظام
الكنائسي في
آسيا في القرن
الرابع عشر.
(12)
رسوم الملك
جوستينيان.
(13)
فضل الكنيسة
في إبطال الرق
في القرون
الوسطى.
(14)
تاريخ الشرق
والإسلام.
(15)
اقتصاد العرب
المالي في يد
الفتح المصري.
(16)
تاريخ بني
إسرائيل.
(17)
هيكل جزيرة
أسوان
وآثارها
المكتشفة(14).
وقد
بذلوا جهودًا
مضنيةً في
البحث
والتنقيب،
والدراسة،
والإشادة
بهذه
الحضارات البائدة،
والتنويه
بشأنها،
وإغراء أهل كل
إقليم بماضيه
القديم حتى
صارت
الفرعونية في
مصر مثلاً
تناطح
العروبة،
وأصبح قرن
الشر يطلع علينا
من آنٍ لآخر،
في صورة هذا
السؤال:
فرعونيون
أم عرب؟ وهكذا
في كل أقاليم
ديار الإسلام!!.
وعلى
حين كانت
الثقافة،
وكان
التعليم، يتجاوز
العصور التي
قبل الإسلام
ويوجز الحديث
عنها، بدأ
الاهتمام
بها، ووضعها
في مركز الشعور
وتستطيع أن
تتبين ما أقول
إذا قرأت هذا الكلام
لـ«طه حسين»،
قال: (ولم ينس
الفتى – يقصد نفسه – يومًا
خاصم فيه ابن
خالته، الذي
كان طالبًا في
دار العلوم،
ولج بينهما
الخصام، فقال
الدرعمي
للأزهري: ما
أنت والعلم،
إنما أنت جاهل
لا تعرف إلا
النحو
والفقه، لم
تسمع قط درسًا
في تاريخ
الفراعنة،
أسمعت قط باسم
رمسيس أو
أخناتون؟
وبهت الفتى
حين سمع هذين
الاسمين..
وحين سمع ذكر
هذا النوع من
التاريخ، اعتقد
أن الله قد
كتب عليه حياة
ضائعة لا غناء
فيها، ولكنه
يرى نفسه ذات
ليلة في غرفة
من غرفات
الجامعة يسمع
الأستاذ أحمد
كمال رحمه
الله، يتحدث
عن الحضارة
المصرية
القديمة، ويذكر
رمسيس
وأخناتون،
وغيرهما من
الفراعنة،
ويحاول أن
يشرح للطلاب
مذهبه في
الصلة بين اللغة
المصرية
القديمة وبين
اللغات
السامية، ومنها
اللغة
العربية،
ويستدل على
ذلك بألفاظ من
اللغة
المصرية
القديمة
يردها إلى
اللغة العربية
مرةً وإلى
العبرية
مرةً، وإلى
السريانية
مرةً أخرى،
والفتى دهش
ذاهل، حين
يسمع كلّ هذا
العلم.. وهو
يعود إلى بيته
ذلك المساء، وقد
ملأه الكبر
والغرور، ولا
يكاد يلقى ابن
خالته
حتىيرفع
كتفيه ساخرًا
منه ومن دار
علومه، التي
كان يستعلي
بها عليه، وهو
يسأل ابن خالته،
أتتعلمون
اللغات
السامية في
دارالعلوم؟
فإذا أجابه
بأن هذه
اللغات لا
تدرس في دارالعلوم،
أخذه التيه،
وذكر العبرية
والسريانية،
ثم ذكر
الهيروغليفية
وحاول أن يشرح
لزميله كيف
كان المصريون
القدماء
يكتبون)(15).
وهكذا
كان
الأزهريون لا
يسمعون باسم
رمسيس وأخناتون،
وكانت دار
العلوم تمر
على تاريخ الفراعنة
مر الكرام،
فلما جاء
الجامعة
المصرية،
وجاءت مناهج
المستشرقين،
صار تاريخ
الفراعنة،
وحضارة
الفراعنة،
ولغة
الفراعنة محل عناية
بالغة، جعلت
للفرعونية
مكانًا
ومنزلة، مما
أدى إلى أن
تصير
الفرعونية
توجهًا
مطروحًا بين
التوجهات، ثم
إحياء
لإقليمية
ضيقةذات حدود
محصورة
مقصورة، وما
حدث في إحياء
الفرعونية
حدث مثله مع
البابلية،
والآشورية،
والفينيقية،
وأخواتها،
مما نجني
ثماره علقمًا
بهذا التشرذم
الذي نعيشه
الآن.
(ذ)
تمزيق تاريخ
الأمة
الإسلامية،
طولاً وعرضًا
بتقسيمه
طولاً إلى
تواريخ أسر:
الأموية، والعباسية،
والمماليك،
والعثمانيين،
الخ... وعرضاً
بتقسيمه إلى
تواريخ
أقاليم
ومناطق، يمدها
في العمق قبل
الإسلام – كما أشرنا – لإثارة
عوامل
الفرقة،
ومظاهر الاختلاف،
ومؤكدًا
إياها،
ومذكرًا
بالصراعات والحروب
والخصومات
والإحن.
على
حين الأصل في
تاريخ
دارالإسلام،
أن يدرس – إذا أردنا
دراسةً
علميةً
منهجيةً
صحيحةً – على أنه
صراع بين
المسيحية
الشمالية
المعتدية
التي جاء
الإسلام
فوجدها
مسيطرةً على
الشام ومصر،
والشمال الأفريقي،
فخلص هذه
الديار من
سلطانهاوردها
إلى عقر
دارها،
فاندحرت تحمل
ذل الهزيمة
على جباهها
ونار الحقد
والثأر في
قلوبها، ثم
كان الجهاد
الإسلامي
استجابة
للأمر بتبليغ
رسالة الإسلام
للعالمين،
فكان فتح
الأندلس،
ومحاولات فتح
القسطنطينية،
ثم الصراع
الدائم على
الحدود
والثغور، ثم
جولة الحروب
الصليبية
التي استمرت
نحو قرنين، ثم
سقوط
القسطنطينية،
ودخول
الإسلام
إلىقلب
أوروبا،
ودخول كثير من
أقاليمها في
الإسلام، ثم
محاولة
الصليبية
الالتفاف حول
ديار
الإسلام،
وعقد
الأنشوطة
حوله –
على حد تعبير
(توينبي)
مؤرخهم – ثم محاولة
اختراق ديار
الإسلام منذ
القرن التاسع
عشر، على أيدي
(نابليون)
وحملته على
الشرق، (وليس
على مصر كما
يلقنوننا) ثم
حملة (فريزر)
التي أرادت
الدخولَ من
بوابة مصر
أيضًا، ثم
حملة فرنسا
على الجزائر
سنة 1830م... الخ..
هذا هو تاريخ
الإسلام إن أردنا
أن ندرسه على
حقيقته، بمنهج
علمي سليم.
أما
معركة الجمل،
ومعركة صفين،
والتحكيم، والخوارج،
ووقعة الحرة،
وكربلاء
ومقتل أبي مسلم
الخرساني،
وصراع
الأمويين
والعباسيين.. الخ..
فتلك عثرات
على الطريق،
وهي لازمة
للقصور،
والضعف
البشري، فنحن
لا نزعم أن
أسلافنا ملائكة،
وهي على أية
حال جزئيات تظهر
في الصورة،
ولكنها
لايمكن – عند
المنهج
العلمي
السليم – أن
تغطي على عمود
الصورة
الكلية أو
تؤثر في بنائها،
كما أنها
واقعًا وحقًا – لا
يجرؤ أن ينكره
منكر – لم
تؤثر في تدفق
نهر تاريخ
أمتنا، ولم
تكدره، بل ظل
أكثر من ألف
عام تدفقا
معطاء.
ولا
يتوهمَّن أحد
أننا نريد أن
نخفي شيئًا من
تاريخنا،
فنحن نعي أننا
نكتب تاريخ
بشر، لا تاريخ
ملائكة،
وإنما الخطر
في ذلك المنهج
الذي يقف عند
هذه العثرات،
ويصوغ منها
تاريخنا،
ولذا نشأت
أجيال لا أقول
من عامة
المثقفين، بل
من خاصتهم، بل
من خاصة
الدعاة إلى
الإسلام، ممن
لا نغمطهم في
علم ولا في
خلق ولا في
دين ولا في
غيرة، واحتراق
من أجل
الإسلام، أقول
نشأت أجيال من
هؤلاء، ولم
يبق في ذهنهم
من تاريخ
أمتنا إلا هذه
المآسي التي
انطبعت في أعماق
أعماقهم، وهم
في أول
الطريق، فجاء
جيل بعد جيل،
وهم يمقتون
تاريخهم،
ويتخيلونه ساحةً
مظلمةً،
يسيطر عليها
الجهلُ
والطغيانُ،
والقتلُ،
والظلمُ الاجتماعيُّ(16).
ولو
نظرنا في
تاريخ
أوروبا،
لوجدنا أن ما
دار بينهم من
صراع، وما كان
عندهم من مآس،
وماصبغ أيامهم
من دم، وما
غطى عصورهم من
جهل، وما ران
على تاريخهم
من ظلم، وما
تردت فيه
خطواتهم من
وحل، لوجدنا
أن ما كان عندهم
يفوق بعضُ
بعضِه، كلَّ
ما كان عندنا،
بل إن ما كان
عندنا أبدًا
لا يذكر في
مقابلة ما كان
عندهم، (ولكن
التاريخ
الأوروبي عثر
على مؤرخين
أعادوا إليه
الحياة،
وقدموه في
إطار حي بصورة
فنية رائعة
بكل. عناصرها،
الخلفية والتكوين
والأضواء
والظلال،
والألوان
والمساحات)(17).
وبقينا
نحن نتطلع إلى
تاريخهم
بإعجاب، معتقدين
أنهم لم
يعرفوا هذه
المآسي التي
لم يبق غيرها
مستقرًا في
أعماقنا، من
تاريخ أمتنا.
ولم
يقتصر
تقسيمهم
التاريخ إلى
فترات زمنية،
على التاريخ
السياسي فقط،
بل شمل ذلك
تاريخ الأدب
العربي
أيضًا،
فقسموه إلى
العصر
الجاهلي ثم
صدر الإسلام،
ثم العصر
الأموي،
والعصر
العباسي،..
الخ، على نحو
ما هو معروف،
يؤكد ذلك
الدكتور أحمد
أمين، حيث
يقول في كتابه
(حياتي): (إن
فكرة تصنيف
الأدب العربي
إلى عصور
مختلفة مع
تحديد خصائص
كل عصر،
وتحليل سير
مؤلفيه، لم
تكن معروفةً
بمصر لحين وصول
المستشرقين)(18).
(هـ) اختزال
تاريخ
الإسلام
والمسلمين:
فقد
أُلفت كتبٌ
كثيرة في
تاريخ
العالم، أو تاريخ
الحضارة
الإنسانية،
فكان مؤلفوها
الغربيون،
يختزلون
تاريخ
الإسلام
والمسلمين، اختزالاً
يوحي بقيمته
ومكانته في
نفوسهم؛ بل يوحي
بانحراف
منهجهم، وسوء
قصدهم، ويكفي
مثالاً على
ذلك الكتاب
الذي كتبه (هـ.
ج. ويلز) باسم
(معالم تاريخ
الإنسانية)
وترجمه إلى
العربية عبد
العزيز توفيق
جاويد،
وطبعته لجنة
التأليف
والترجمة
والنشر بمصر،
ولا تجد في
الكتاب إلا
تاريخ
الجاهليات،
والوثنيات،
أما تاريخ
الإسلام
وأثره في
(معالم تاريخ الإنسانية)
فلم يذكره إلا
بفصل من 53 صفحة.
والسر
في ذلك أنهم
دائماً
يكتبون
التاريخ من مركز
الدائرة
الأوروبية،
أي ينظرون من
زاوية
أوروبية،
وبعيونٍ
أوروبيةٍ،
فتاريخ العالم
هو تاريخ
الغرب وأما ما
سوى الغرب،
فهو لا يذكر
إلا بمقدار ما
يتصل بالغرب،
أو يتأثر به، أو
يأخذ عنه، فما
سوى الغرب
نقاط متناثرة
حول صلب
التاريخ
وعموده.
* * *
الهوامش:
كان
ذلك في 18
سبتمبر 1982م
راجع جريدة
الأهرام القاهرية
الصفحة
الأخيرة.
تأملات:
26.
بتصرف
يسير من مقال
الأستاذ ثروت
أباظه – أمين
اتحاد الكتاب
(جريدة
الأهرام)
القاهرية 12/4/1987م،
وتأمل
العبارات
لترى النظرة
الغبية للدين
ولصلته
بالحياة.
وانظر
أيضًا: أحمد
بهاء الدين:
جيدة الأهرام
15/5/1987م لترى نفس
الرؤية
النصرانية
الغربية
للدين ولدوره
في الحياة.
حرية
الفكر
وأبطالها في
التاريخ: 66، 67.
انظر
بحثا لنا
بعنوان:
المستشرقون
والتاث – لترى
مدى هذا
الاهتمام في
مجال التحقيق
والنشر، حيث
بلغت نسبة
المنشور في
التاريخ 73٪.
راجع
موسوعة
المستشرقين:
335-341.
كاتب
مصري، توفي
سنة 1958م ذو نزعة
صليبية تغريبية،
لا يخفي
عداوته
وتحقيره، لكل
ما هو شرقي، كان
صاحب هدف
وغاية، تتولى
دار المستقبل
للنشر بالقاهرة
والاسكندرية،
نشر مؤلفاته،
واذاعتها، تحت
عنوان (تراث
من الكفاح
الهادف)،
واقرأ عنه بعض
إشارات في
كتاب أستاذنا
محمود محمد
شاكر (أباطيل
وأسمار)
وعندها تعرف
طبيعته
وغايته وهدفه.
مما
يذكر بأسى، أن
عالماً
جليلاً
مستنيرًا، أسرف
على نفسه وعلى
قرائه، ذات
حديث إلى مجلة
إسلامية
كبرى، فمجد
المستشرقين،
وما قاموا به
من عمل في
سبيل خدمة
ثقافتنا
وتاريخنا،
ولما أراد أن
يستدل على
قوله لم يجد
إلا عمل
(ماسينيون) في
تراث الحلاج
ودراسته،
وهذا يشهد بما
وقعنا فيه من
تغرير وخداع.
د.
محمود قاسم –
الإمام عبد
الحميد بن
باديس الزعيم الروحي
لحرب التحرير
الجزائرية: ص 7
وانظر الفصل
الثاني من ص 35-70
دار المعارف
القاهرة – 1979م.
لمزيد
من التفصيل،
انظر: عبد
الرحمن بدوي –
موسوعة
المستشرقين 365-370
دكتور محمد
البهى – الفكر
الإسلامي
الحديث وصلته
بالاستعمار
الغربي 556،
دونالدمالكولم
رابد، جامعة
القاهرة،
والمستشرقون،
ترجمة: صلاح
الدين عثمان
هاشم، بحث
منشور بمجلة
الثقافة
العالمية عدد
38 ص 18، 19، تصدر عن
المجلس
الوطني
للثقافة
والفنون
والآداب في
الكويت.
د.
عبد الرحمن
بدوي، موسوعة
المستشرقين 326.
قلت:
بل كان قتله
في القاهرة
لمجرد إحراج
مصر مع بريطانيا،
وتحميل مصر –
التي كانت في
صراع مع بريطانيابسبب
الجلاء –
مسؤولية
قتله، الذي
كان ممكنا أن
يؤدي لولا أن
لطف الله بمصر
وقبض على قاتليه
الصهيونيين –
إلى تذرع
بريطانيا
بهذا الحدث،
كما تذرعت
بأمثال له من
قبل – إلى فرض سيطرة
وقيود
تأديبية على
مصر.
د.
عبد الرحمن
بدوي – معجم
المستشرقين:
325-330.
نجيب
العقيقي –
الاستشراق
والمستشرقين:
1103، 1104.
انظر:
دونالدمالكولم
رايد – جامعة
القاهرة والمستشرقون
– ترجمة: صلاح
الدين عثمان
هاشم – بحث
نشرته مجلة
الثقافة
العالمية عدد
38 ص 11 يصدرها
المجلس
الوطني
للثقافة
والفنون والآداب
في الكويت.
عماد
الدين خليل،
في التاريخ
الإسلامي:
فصول في
المنهج
والتحليل 197.
المصدر
السابق: 207.
عن
دونالد
مالكولم رايد
– جامعة
القاهرة والمستشرقون،
مرجع سبق
ذكره.
* * *
مجلة
الداعي
الشهرية
الصادرة عن
دار العلوم
ديوبند ،
جمادى
الثانية - رجب 1435
هـ = أبريل -
مايو 2014م ،
العدد : 6-7 ،
السنة : 38